أطلقت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض خطة لإدارة الفيضانات في وادي حنيفة ووادي السلي وذلك بالتعاون مع لجنة الطوارئ بمدينة الرياض وأمانة منطقة الرياض والمديرية العامة للدفاع المدني. وتهدف هذه الخطة لمراقبة هطول الأمطار وجريان السيول بوادي حنيفة ووادي السلي، والحد من الأضرار التي تنتج عن الفيضان أثناء مواسم الأمطار. وتأتي هذه الخطة استجابة للتغيرات المناخية التي حدثت مؤخراً، والتي أدت إلى تزايد احتمال تعرّض المناطق الواقعة في الواديين وفروعهما لمخاطر الفيضانات. كما تسعى من خلال هذه الخطة إلى حماية الأرواح والممتلكات على ضفاف الوادي، وحماية المنشآت القائمة فيه. وبموجب سلسلة متتالية من الدراسات أجرتها الهيئة عن الواديين، تضمنت إعداد نماذج رياضية للفيضانات، في الوقت الذي جرى فيه الأخذ بعين الاعتبار المعلومات الهيدرولوجية المتوفرة لدى الهيئة والجهات الأخرى حوله، وبعد الاطلاع على التجارب العالمية الناجحة في إدارة الفيضانات وأفضل الممارسات في هذا المجال، تم تركيب محطات مراقبة لتحديد كميات الأمطار وارتفاع منسوب المياه في الواديين وقياس شدة التدفق والسيول، وتشغيل برنامج لتحليل البيانات والاستفادة منها. ويذكر أنه يتم إعداد التقارير الفنية والمؤشرات بشكل دوري.
وتضمنت الخطة تحديد مسارات القنوات وأطوالها وتأثير الامتداد العمراني للأحياء السكنية، ومعرفة السعات التخزينية. بالإضافة إلى جمع المعلومات المناخية المتوفرة للواديين وتحليلها وتحديد السيناريوهات المختلفة لمعدلات سقوط الامطار وشدتها، وذلك لتقدير حجم ومعدلات التدفقات من الأحواض المائية في الواديين وفروعهما للفترات الزمنية المستقبلية المتوقع حدوثها مع التغيرات المناخية. كما حددت الخطة أكثر المناطق المعرضة للغمر بمياه الفيضانات في الواديين، وأعماق وسرعة جريان المياه فيها.
تغطي خطة إدارة الفيضانات كامل منطقة حوض التجميع الرئيسي لوادي حنيفة، والأودية الفرعية والتي تقدر بنحو 4000 كم2، وتمتد من الحيسية شمالاً حتى بحيرات الحائر جنوباً بطول 120كم، إضافة إلى العديد من الأودية الفرعية والشعاب الرئيسية والصغيرة التي تصب فيه، كما تغطي وادي السلي الممتد طوله حوالي 176 كم.
يتم جمع تلك المعلومات وتحليلها ومن ثم تقديم الإجراء المقترح إلى الجهات ذات العلاقة للتقليل من مخاطر جريان مياه السيول والأمطار، وستعتمد هذه الخطة على مجموعة من البرامج والأنظمة والإجراءات لإدارة الفيضان قبل وأثناء وبعد وقوعه، كما تشمل برنامج للمراقبة، ونظام للإنذار المبكر، وبرامج للتوعية والتوجيه، وإرشادات وضوابط للملاك في الوادي، وتنفيذ مشاريع لمعالجة المواقع المعرضة لمخاطر الفيضانات والتي تقع داخل مجاري السيول المعتمدة.
وعلى ضوء هذه الخطة، أقر الاجتماع تشكيل فريق عمل دائم مكون من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وزارة النقل، والشركة السعودية للكهرباء، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، وإدارة الدفاع المدني بالرياض، وأمانة منطقة الرياض، وذلك لمتابعة تنفيذ المعالجة في المناطق الحرجة. فيما جرى تكليف الهيئة العليا بإعداد التصاميم والوثائق اللازمة لبرنامج المراقبة والإنذار المبكر في الوادي وطرحه للتنفيذ.