الأخبار والفعاليات

جودة الهواء
واحد من أكبر التحديات التي تواجه البيئة هو تعرّض الغلاف الجوي لمواد كيماوية، أو جسيمات مادية، أو مركبات بيولوجية تتسبب بأضرار على البيئة والكائنات الحية، وهو ما يُسمى بـ “تلوث الهواء” وهو مؤثر على المدن والغابات والأنظمة البيئية؛ كما أنه مؤثر على الإنسان فهو في المرحلة الرابعة من مهددات صحته، وبناء على أرقام منظمة الصحة العالمية فهناك حوالي 4 ملايين وفاة مبكرة ناتجة عنه، كما أنه سبب في كثير من أمراض الجهاز التنفسي، وبحسب الإحصائيات فإن %80 من سكان المناطق الحضرية يتعرضون لنسبة تلوث هوائي تتجاوز الحدود المسموح بها.
وبناء على هذه الخطورة الناتجة من ملوثات الهواء، ولضمان السيطرة عليها ولاتخاذ القرارات المناسبة للحد من الآثار السلبية لهذه الملوثات؛ أطلقت “الهيئة الملكية لمدينة الرياض” برنامج “إدارة جودة الهواء” والذي تَضْمن أعماله المتعددة جودة هواء المدينة، وذلك من خلال رصد جودة الهواء داخل الأحياء وعلى الطرق وخارج النطاق الحضري؛ للحد من آثار مصادر الملوثات مما يساعد في المحافظة على صحة سكان مدينة الرياض.
وقد قامت الهيئة بإنشاء محطات لمراقبة الهواء ورصد جودته بلغت في مجملها 32 محطة، تقيس كل محطة منها تركيز 10 ملوثات محددة؛ مثل: ثاني أكسيد الكبريت، وأول أكسيد الكربون، والمركّبات العضوية المتطايرة، والرصاص، وغيرها. وقد مكنت هذه المحطات من القيام بعدد من الإجراءات التي ساهمت في الحد من تلوث الهواء؛ مثل: تطوير مؤشرات مفصلة لملوثات الهواء، ودعم البحوث والدراسات العلمية حول جودة الهواء، وإنشاء موقع وتطبيق إلكتروني لاستعراض مؤشرات جودة الهواء بتحديث آني.
جمعت محطات رصد جودة الهواء أكثر من 40 مليون قراءة مدققة منذ بداية تشغيلها في العام 2016؛ بلغت أقل نسبة دقة %96.8 في حين أن المعيار العالمي لقبول جودة البيانات %75 فأعلى.
تقوم الجهات المختصة على تحليل بيانات ملوثات الهواء الصادرة من محطات الرصد؛ لدراسة مصادر هذه الملوثات والعمل على الحد من انتشارها؛ وإحدى أكثر الملوثات رصداً هي “الجسيمات العالقة”، ونظرًا لموقع مدينة الرياض الجغرافي الجاف فإن هواءها يتأثر بشكل كبير بهذه الجسيمات التي تنتقل غالبًا من خارج المدينة إلى المناطق الحضرية.
تأتي الجسيمات العالقة في الهواء من مصادر متعددة بعضها طبيعي؛ كذرات الرمال المتطايرة من العواصف في الصحراء، والآخر صناعي بفعل الإنسان؛ كأعمال الهدم والبناء والحفر، والانبعاثات الصادرة من المركبات.
وقد عملت الهيئة الملكية لمدينة الرياض خطواتٍ للمساهمة في تحسين جودة الهواء داخل المدينة؛ ومن تلك الخطوات:
- مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام الذي يسعى لتقليل استخدام السيارات إلى ما يقارب من %47 مما يقلل نسبة الملوثات الصادرة من المركبات.
- إطلاق مشروع “الرياض الخضراء” الذي يسهم في تحسين جودة الهواء، من خلال عمل الشجرة في تقليل نسبة الغبار وامتصاص الغازات الضارة في الهواء.
- إطلاق تطبيق وموقع إلكتروني لاستعراض مؤشرات جودة الهواء في المنطقة المحيطة بالمستخدم بشكل لحظي؛ كما أنهما يقدمان بياناتٍ من شأنها أن تقدم دعمًا للبحوث والدراسات العلمية المختصة بحالة جودة الهواء.