الأخبار والفعاليات

مستقبل آمن ومستدام في إدارة النفايات في مدينة الرياض
تشهد مدينة الرياض تزايدًا في النموّ السكاني والكثافة العمرانية، الأمر الذي يترتّب عليه مواجهة تحديات بيئية مختلفة، كزيادة كميّات النفايات بأنواعها التي تحتاج جهود مضاعفة لإدارتها ومعالجتها، لذا فقد أعدّت الهيئة الملكية لمدينة الرياض الاستراتيجية الشاملة لإدارة النفايات في عام 2015، والتي تضمنت عدة إجراءات تساهم بتحقيق التكامل في إدارة ومعالجة النفايات بأنواعها بدءًا من فرزها من المصدر وجمعها ونقلها، مرورًا بتدويرها ومعالجتها، ووصولًا للتخلص النهائي منها.
الاستراتيجية الشاملة لإدارة النفايات في مدينة الرياض
حرصًا من الهيئة الملكية لمدينة الرياض على حاضر بيئة المدينة ومستقبلها وصحّة سكّانها، وما يتضمن ذلك من تطوير لأسلوب إدارة نفايات المدينة، وإيجاد الحلول للآثار البيئيّة السلّبية التي ترتبت عن دفن النفايات، فقد تضمّنت الاستراتيجية الشاملة لإدارة النفايات التي أعدّتها الهيئة حلولًا متقدّمة في إدارة نفايات المدينة بطرق مستدامة معالِجة لكافة القضايا البيئية، ومنها إنشاء مرفق الدغم الذي يعتمد على قاعدة التسلسل الهرمي لإدارة النفايات، والتي تتضمّن: خفض معدلات إنتاج النفايات، والجمع والنقل بكفاءة عالية، والفرز وإعادة التدوير، وتطبيق أفضل تقنيّات المعالجة، ثمّ التخلّص النهائي.
المخطط الشامل للمَرفق المتكامل للمعالجة والتخلص النهائي من النفايات بأنواعها
قامت الهيئة الملكية لمدينة الرياض بإعداد المخطط الشامل للمَرفق المتكامل للمعالجة والتخلص النهائي من النفايات البلدية الصَلبة والطبية والصناعية والتجارية والحمأة في منطقة الدُغم خارج مدينة الرياض بما يحقق المعايير البيئية المُستدامة والحفاظ على البيئة والصحة العامة لسكّان المدينة، حيث يبعد الموقع الجديد 75 كلم عن المدينة وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 20 مليون متر مربع، وقد صُمّم خصيصًا لاستقبال ومعالجة جميع أنواع النفايات المنتجة بمدينة الرياض ومُواكبة الاحتياجات المتزايدة للعاصمة حتى عام 2045 ميلاديًا، بحيث يكون قابل للتوسع مستقبلاً.
كما يتضمّن المدفن عدة مَرافق تختلف في خصائصها التشغيلية، كوحدة معالجة النفايات الخطرة ووحدة الترميد ووحدات الحرق الكلّي ووحدة استرجاع المواد القابلة لإعادة التدوير ووحدة معالجة النفايات العضوية ووحدة المعالجة الميكانيكية ووحدة تحويل النفايات إلى طاقة ووحدة معالجة الحمأة .عند بدء تشغيل مدفن الدُغم بإذن الله، ستُنقل النفايات البلدية من نقطة الاستقبال والفرز إلى مَرفق معالجة النفايات بالدُغم عبر سكك حديدية، وستنقل النفايات الخطرة بواسطة شاحنات مخصصة.
فبعد جمع النفايات وفرزها يُنقل كلّ نوع منها حسب وحدته المخصصة لمعالجته، حيث يتضمن وحدة لمعالجة النفايات العضوية لإنتاج السماد الطبيعي من خلال عملية الهضم اللا هوائي أو الهوائي التي ينتج عنها غاز الميثان ويستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية. أما وحدة استرجاع المواد القابلة لإعادة التدوير فتُفرز فيها حاويات التدوير لفصل المواد القابلة لإعادة التدوير كالورق والكرتون والبلاستيك والمعادن والزجاج والخشب، وبعد معالجتها تُنقل لاستخدامها كمواد خام للصناعات المتعددة.
وتعمل وحدات الترميد والحرق على تحويل النفايات إلى رماد من خلال تعرّضها لدرجة حرارة عالية تعمل على حرق المركبات العضوية التي يصعب التخلص منها، ثمّ يُنقل الرماد الناتج عن هذه العملية ليستخدم في عمليّات البناء وتعبيد الطرق، كما يُستفاد من الغازات الناتجة عن هذه العمليّة في توليد الطاقة الكهربائية.
وفي وحدة معالجة النفايات الخطرة تُعالج النفايات بالحرق الكلّي لتقليص كمّياتها وتحويلها إلى مواد آمنة، كما يوضع بعين الاعتبار إعادة تدوير بعض النفايات الصناعية القابلة لذلك، مثل الزيوت والشحوم والبطاريات في مرفق مخصّص لاستعادة المواد وإعادة تدويرها.
كما خُصّصت وحدة المعالجة الميكانيكية للعمل على فرز النفايات وإعادة تدويرها ومعالجتها، من أجل إعادة استخدامها كمواد خام أو تحويلها إلى وقود لإنتاج الطاقة.
وتوجد وحدة مخصّصة في مرفق الدغم لتحويل النفايات إلى طاقة بديلة تحلّ محل الوقود التقليدي مثل الفحم الغاز والنفط، حيث تستخدم عملية حرق النفايات في تسخين المياه وإنتاج البخار الذي يعمل على تشغيل التوربينات لتوليد الطاقة الكهربائية.
أما بالنسبة للنفايات الطبيّة فتُعالج بأنسب الطرق بيئيًا وأفضلها عالميًا، وذلك بحرقها كليًا باستخدام درجات شديدة الحرارة وتحويلها إلى رماد آمن بيئيًا، كما تستخدم لبعض أنواع النفايات الطبية تقنية أوتوكليف (Autoclave) التي تتم بضغط بخار الماء ضغطًا عاليًا وبدرجات حرارة عالية لقتل الميكروبات المعدية، وإضافةً إلى ذلك، تستخدم تقنية الميكرويف التي تعمل بواسطة إشعاعات لقتل الميكروبات المعدية وتحويل النفايات إلى نفايات صلبة آمنة.